النظام
السياسي الإسلامي كما في كتب الفقه الإسلامي ، وهـو نظام راقٍ مستنيـرٌ
سبق كـلَّ النظم السياسية المعاصرة في رقيـَّه ، وكماله ، ومنه أخذت النظم
المعاصرة مبدأ العقـد في نظام الحكـم . وهـو نظـام شرعه الله ليكفل
العدالة ، ويمنع الظلم ، ويمنح الشعوب حقوقها ، ويحفظ كرامتها ، ويجعلها
شريكة كاملة في إدارة الدولة ، وفي الرقابة على أدائها ، ومحاسبتها ، كما
بيَّنا ذلك في مواضع كثيرة في المقالات ، والفتـاوى .
هذا .. وأمـّا
فتاوى الطاعة المطلقة للسلطة ، والإنقياد الأعمى لها ، وإضفاء الشرعية على
الإستبداد ، وإهدار حقوق الشعوب ، وإلغاء دورهـا ، فمـا هو إلاَّ دين
الشيطان ، وهـو دين (اللّحى المستعارة) التي يوظِّفهـا إبليس لتشويه
صورة الشريعة الإسلامية ، وإظهارها بمظهـر قساوسة الكنيسة في ( عصور ما
قبل النهضة ) ليصدّ الناس عن دين المرسلين ، وشريعة ربِّ العالمـين !! والعجب
والله كثرة هذه اللحى المستأجرة هذه الأيـَّام ، حتى تكاد تتشابك من
كثرتـها فتسدَّ علينا الطرقـات ، وتحجب عنـَّا ضوء الشمس ! حتى لم
يبق شيء من الخبال على أمـّة الإسلام إلاّ وأفتروه على دين الله تعالى ،
فأجازوا إحتلال الصليبية للبلاد الإسلامية ، وأحلُّوا لها دماء المسلمين ،
وحرَّموا الجهاد لتحرير بلاد الإسلام ، وزيَّنـوا للظلمة طغيانهم ، ثـمَّ
وضعوا توقيعاتهم الملعـونة على كلِّ دمٍ سُفك ظلما ، وعلى كلِّ حكمٍ صدر
بغيـا ، وعلى كـلِّ حقّ أُهـدر ، وعلى كلِّ قـولٍ حـُـرِّ صُودر .
فهم والله من أعظـم المصائب على أمّتنا لاسيما في هذا العصر ، قطع الله دابرهـم ، وأراح المسلمين من شرِّهـم .
والعجب والله كلَّ العجب ، أن طائفة النفاق هذه التي تتظاهر بالتباكي على الحسين رضي الله عنه ، لتخفي وراء دموع التماسيح هذه ، أخبث مخطط يكيد لأمـَّة الإسلام .
تبكي على دم الحسين _ رضي الله عنه _ الذي قتل ظلما ولعن الله من قتـله ، مـع أنهــا هي أعظم طائفة تقترف الظلم ، والعدوان ، والغـدر ، والطغيـان ، والفساد في الإرض ، وها هو الشعب الإيراني النجيـب يرزح تحت ظلمها ، وطغيانهـا ، متمنيـاً خلاصه!
.
هذا .. وإنـَّه لمن المفارقات التي هـي من ألغـز الألغاز ، أن تتظاهـر طائفة لديها أخطـر مشروع سياسي ، يعلن كلَّ عام مكتـوبا بصـورة الدم ، والتنادي بالثـأر _ يالثارات الحسين _ تتظاهـر على فكرة إستلهام ثورة الحسين الدمويـّة على السلطة ، تحريضـا على إزاحة الأنظمة السياسية ، والحكومات القائمـة !
بناءً على أنَّ كلّ إمام ليس من ذريـّة الحسين _ رضي الله عنه _ فإمامـته باطلة ، وكلّ نظام لايقوده المعصوم من ذرّيته ، فهو نظام كافـرٌ لأنه جاحـدٌ بالولاية ! وهـو مغتصبٌ ، طاغـيةٌ ، يستحق الثورة عليه كما ثار الحسين على الظلم ! معـتدٍ على أعظم ما في الدين ، وهو إمامـة أهـل البيت ، ولا يُستثنى من هذا إلاَّ ولاية الفقيه في إيـران لأنـّها نيابة عن المعصوم هناك !
إنهـم بإختصار يحتفلون كـلَّ عام : بـ(ثورة دموية سياسية على السلطة القائمة) !
ثـم لاتشكِّل هذه التجمُّعات ، ولا تعـدُّ تلك الفكرة الإنقلابية ، ولا يوصف كلّ ذلك الشحن العاطفي والسياسي السنوي لإعادة ما يزعمـون أنه حكم آل البيت _ رضوان الله على عترة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم الطاهـرة _ على أنقاض الأنظمة السياسية ، أنـّه خطـرٌ سياسيُّ ، بل تجري هذه المؤامـرة السنويّة برعاية الأنظمة نفسها ، ومباركتـها ؟!
بينما تُعـدُّ الدعوات الإسلامية السلمـيَّة لإصلاح الحكومات لنفسها بنفسها ، وإحداث التغيرات السياسية من نفس أدواتها ، دعوات ذات خطورة أمنـيّة بالغة !!
حقا إنـَّه لغـزٌ عجيب ؟!!
ومن نوادر المضحكـات المبكيـات أنّ أحد معمَّمي هذه الطائفة ، بشـّر الناس أنّ (مهديهـم) سيظهر في بلده ، وذلك بناء على ما شاهـده من إزدياد واسع لأماكن الإحتفال بـ ( فكرة الثورة السياسية الدموية على السلطة ) !
فهم والله من أعظـم المصائب على أمّتنا لاسيما في هذا العصر ، قطع الله دابرهـم ، وأراح المسلمين من شرِّهـم .
والعجب والله كلَّ العجب ، أن طائفة النفاق هذه التي تتظاهر بالتباكي على الحسين رضي الله عنه ، لتخفي وراء دموع التماسيح هذه ، أخبث مخطط يكيد لأمـَّة الإسلام .
تبكي على دم الحسين _ رضي الله عنه _ الذي قتل ظلما ولعن الله من قتـله ، مـع أنهــا هي أعظم طائفة تقترف الظلم ، والعدوان ، والغـدر ، والطغيـان ، والفساد في الإرض ، وها هو الشعب الإيراني النجيـب يرزح تحت ظلمها ، وطغيانهـا ، متمنيـاً خلاصه!
.
هذا .. وإنـَّه لمن المفارقات التي هـي من ألغـز الألغاز ، أن تتظاهـر طائفة لديها أخطـر مشروع سياسي ، يعلن كلَّ عام مكتـوبا بصـورة الدم ، والتنادي بالثـأر _ يالثارات الحسين _ تتظاهـر على فكرة إستلهام ثورة الحسين الدمويـّة على السلطة ، تحريضـا على إزاحة الأنظمة السياسية ، والحكومات القائمـة !
بناءً على أنَّ كلّ إمام ليس من ذريـّة الحسين _ رضي الله عنه _ فإمامـته باطلة ، وكلّ نظام لايقوده المعصوم من ذرّيته ، فهو نظام كافـرٌ لأنه جاحـدٌ بالولاية ! وهـو مغتصبٌ ، طاغـيةٌ ، يستحق الثورة عليه كما ثار الحسين على الظلم ! معـتدٍ على أعظم ما في الدين ، وهو إمامـة أهـل البيت ، ولا يُستثنى من هذا إلاَّ ولاية الفقيه في إيـران لأنـّها نيابة عن المعصوم هناك !
إنهـم بإختصار يحتفلون كـلَّ عام : بـ(ثورة دموية سياسية على السلطة القائمة) !
ثـم لاتشكِّل هذه التجمُّعات ، ولا تعـدُّ تلك الفكرة الإنقلابية ، ولا يوصف كلّ ذلك الشحن العاطفي والسياسي السنوي لإعادة ما يزعمـون أنه حكم آل البيت _ رضوان الله على عترة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم الطاهـرة _ على أنقاض الأنظمة السياسية ، أنـّه خطـرٌ سياسيُّ ، بل تجري هذه المؤامـرة السنويّة برعاية الأنظمة نفسها ، ومباركتـها ؟!
بينما تُعـدُّ الدعوات الإسلامية السلمـيَّة لإصلاح الحكومات لنفسها بنفسها ، وإحداث التغيرات السياسية من نفس أدواتها ، دعوات ذات خطورة أمنـيّة بالغة !!
حقا إنـَّه لغـزٌ عجيب ؟!!
ومن نوادر المضحكـات المبكيـات أنّ أحد معمَّمي هذه الطائفة ، بشـّر الناس أنّ (مهديهـم) سيظهر في بلده ، وذلك بناء على ما شاهـده من إزدياد واسع لأماكن الإحتفال بـ ( فكرة الثورة السياسية الدموية على السلطة ) !
وهذا
لايعني سوى شيء واحـد ، دلالة قطعية لا تحتمل التأويل ، أنَّ النظـام
سيسقط على يد المهدي ! لأنـَّه إذا ظهـر لن يعترف بأيّ حكومة أو نظام سياسي
، فهذه هي الفكرة الأساسية لخروجه ! وليس هذا فحسـب ، بل سيُعمل
السيف في أقرب الناس إليه في هذا الإنقـلاب السياسي الدموي ، وهم بنو
عمـِّه قريش ، كمـا روى المجلسـي في بحـار الأنوار عن أبي جعفر : ( لو يعلم
الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبّ أكثرهم أن لايروه مما يقتل من الناس !
أمـّا إنه لا يبدأ إلاّ بقريش ، فلا يأخذ منها إلاّ السيف ، ولايعطيها
إلاّ السيف ! حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد ، لو كان من آل
محمد لرحــم ) 52/354
وفي نفس المصدر 52/ 383 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إذا قام القائم من آل محمدعليه السلام ، أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ! ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ! ثم أقام خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات )
وإذا كان هذا ما يفعله في بني عمـّه ، فكيف بغيرهم من الناس ؟!
ولهذا ورد أيضا في نفس المصدر _ فيما يكذبـون _ سُئل الباقر ، عن المهدي هل سيسير بسنة محمــّد ، فقال: ( هيهات ، إنّ رسول الله صلى الله عليه واله ، سار في أمته باللين ، وكان يتألّف الناس ، والقائم أُمـر أن يسيـر بالقتـل ، وأن لا يستتيب أحـداً ) .
عجبا .. كلّ هذا الفكر السياسي القائم على الثورة الدمويّة التي تحكم بالكفر ، والبطـلان على كلِّ النظم السياسية القائمة ، وتتوعـَّدها بالذبح ، يتمدَّد تحت رعاية وحراسة أنظمـة ستكون هي أوّل ضحايـاه إذا ظهـر مشروعـه السياسـي إلى العـلن لا قـدَّر الله !!
بينما يُحشـد على الذين لايبتغون إلاَّ العدل ، والحقوق ، والكرامة ، ولايخفون غير ما يعلنون ، ولايبتغون غير ما يظهرون ، وهم بنو الجلـدة ، وأبناء اللحـمة ، وأخـوة الدين ، يُحشـد عليهـم كلُّ مصطلحات الإجرام ، والتخوين ؟!!
إنـَّه ليس ثمة تفسير لهذا التناقـض العجيـب ، والفـتنة المريبة ، إلاَّ ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال : ( فلينظر كلّ عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه ، من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام ، فإنـَّه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة ، وتجدهم من أعظم الناس فتنـاً ، وشـراً ، وأنهم لايقعدون عمَّا يمكنهم من الفتن ، والشرور ، وإيقاع الفساد بين الأمـّة ) شيـخ الإسلام ، منهاج السنة النبوية 3/243
وفي نفس المصدر 52/ 383 عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إذا قام القائم من آل محمدعليه السلام ، أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ! ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ! ثم أقام خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات )
وإذا كان هذا ما يفعله في بني عمـّه ، فكيف بغيرهم من الناس ؟!
ولهذا ورد أيضا في نفس المصدر _ فيما يكذبـون _ سُئل الباقر ، عن المهدي هل سيسير بسنة محمــّد ، فقال: ( هيهات ، إنّ رسول الله صلى الله عليه واله ، سار في أمته باللين ، وكان يتألّف الناس ، والقائم أُمـر أن يسيـر بالقتـل ، وأن لا يستتيب أحـداً ) .
عجبا .. كلّ هذا الفكر السياسي القائم على الثورة الدمويّة التي تحكم بالكفر ، والبطـلان على كلِّ النظم السياسية القائمة ، وتتوعـَّدها بالذبح ، يتمدَّد تحت رعاية وحراسة أنظمـة ستكون هي أوّل ضحايـاه إذا ظهـر مشروعـه السياسـي إلى العـلن لا قـدَّر الله !!
بينما يُحشـد على الذين لايبتغون إلاَّ العدل ، والحقوق ، والكرامة ، ولايخفون غير ما يعلنون ، ولايبتغون غير ما يظهرون ، وهم بنو الجلـدة ، وأبناء اللحـمة ، وأخـوة الدين ، يُحشـد عليهـم كلُّ مصطلحات الإجرام ، والتخوين ؟!!
إنـَّه ليس ثمة تفسير لهذا التناقـض العجيـب ، والفـتنة المريبة ، إلاَّ ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال : ( فلينظر كلّ عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه ، من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام ، فإنـَّه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة ، وتجدهم من أعظم الناس فتنـاً ، وشـراً ، وأنهم لايقعدون عمَّا يمكنهم من الفتن ، والشرور ، وإيقاع الفساد بين الأمـّة ) شيـخ الإسلام ، منهاج السنة النبوية 3/243
والله المستعان ، وهو حسبنا عليه ، توكّلـنا وعليه فلتوكّـل المتوكّـلون

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق