(1)
مما لاشك فيه أن خصال الخير والمكارم تقع بين محذورين أو قل بين رذيلتين ، فالشجاعة
تقع بين التهور والجبن ، والكرم يقع بين البخل والاسراف ، والاعتدال في حبّ أهل
البيت عليهم السلام يقع بين الغلو والبغض ، وقد نبّه النبي المصطفى صلى الله عليه
وآله وسلم والاَئمة الهداة عليهم السلام على هلاك الغالين والمبغضين ونجاة
المعتدلين في حبهم عليهم السلام .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فيك مثلٌ من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به » .
ثم قال عليه السلام : « يهلك فيَّ رجلان : محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني » (1).
___________
1) مسند أحمد 1 : 160 . والصواعق المحرقة : 123 . ومسند أبي يعلى 1 : 406 | 534 . وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 237 | 742 . وأمالي الطوسي 256 | 462 . والسُنّة | ابن أبي عاصم : 470 | 1004 ، المكتب الاِسلامي ـ بيروت ط2 .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فيك مثلٌ من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به » .
ثم قال عليه السلام : « يهلك فيَّ رجلان : محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني » (1).
___________
1) مسند أحمد 1 : 160 . والصواعق المحرقة : 123 . ومسند أبي يعلى 1 : 406 | 534 . وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 237 | 742 . وأمالي الطوسي 256 | 462 . والسُنّة | ابن أبي عاصم : 470 | 1004 ، المكتب الاِسلامي ـ بيروت ط2 .
رغم هذا يضعون علي كرم الله وجهه وأوليائهم بمرتبة الألوهية ومرتبة الأنبياء والرسل
===========================
(2)
موقف أهل البيت عليهم السلام من الغلاة
: وقف أهل البيت عليهم السلام موقفاً صريحاً مضاداً
لحركة الغلو ، فاجتهدوا في محاربته ، وبذلوا كل ما بوسعهم للقضاء على الغلو والغلاة
والحيلولة دون انتشاره ، وبينوا أن الغلو كفر وشرك وخروج عن الاِسلام ، ولعنوا
الغلاة وتبرّءوا منهم ، وقطع الطريق أمامهم وكشفوا عن تمويهاتهم وأكاذيبهم ،
____________
1) راجع ، الفرق بين الفرق | البغدادي . والمقالات والفرق| الاَشعري . وفرق الشيعة| النوبختي . والملل والنحل | الشهرستاني . وموسوعة الفرق الاِسلامية | محمد جواد مشكور .
____________
1) راجع ، الفرق بين الفرق | البغدادي . والمقالات والفرق| الاَشعري . وفرق الشيعة| النوبختي . والملل والنحل | الشهرستاني . وموسوعة الفرق الاِسلامية | محمد جواد مشكور .
وحذّروا
شيعتهم منهم ، وفيما يلي طائفة من الاخبار الواردة في هذا الشأن.
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (1) .
2 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة» (2).
3 ـ وقال عليه السلام : « إياكم والغلو فينا ، قولوا : عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم » (3).
4 ـ وقال الاِمام الصادق عليه السلام : « قل للغالية توبوا إلى الله ، فانكم فسّاق كفار مشركون » (4).
5 ـ وقال عليه السلام : « لعن الله عبدالله بن سبأ ، إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم » (5).
6 ـ وعنه عليه السلام وقد سأله سدير : إنّ قوماً يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك
____________
1) الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 180 ـ 181 . والسنن الكبرى | البيهقي 5 : 127 .
2) اُصول الكافي 2 : 391 | 1 .
3) الخصال : 614 | 10 . وتحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم | ابن شعبة الحراني : 104 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الاَشرف ط5 . وغرر الحكم : 2740 .
4) رجال الكشي : 297 | 527 .
5) رجال الكشي : 106 | 170 ـ 174 .
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (1) .
2 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة» (2).
3 ـ وقال عليه السلام : « إياكم والغلو فينا ، قولوا : عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم » (3).
4 ـ وقال الاِمام الصادق عليه السلام : « قل للغالية توبوا إلى الله ، فانكم فسّاق كفار مشركون » (4).
5 ـ وقال عليه السلام : « لعن الله عبدالله بن سبأ ، إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم » (5).
6 ـ وعنه عليه السلام وقد سأله سدير : إنّ قوماً يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك
____________
1) الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 180 ـ 181 . والسنن الكبرى | البيهقي 5 : 127 .
2) اُصول الكافي 2 : 391 | 1 .
3) الخصال : 614 | 10 . وتحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم | ابن شعبة الحراني : 104 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الاَشرف ط5 . وغرر الحكم : 2740 .
4) رجال الكشي : 297 | 527 .
5) رجال الكشي : 106 | 170 ـ 174 .
===========================
(3)
نسبوا أمير المؤمنين والاَئمة من ذريته عليهم السلام إلى الاَُلوهية والنبوة... وهم ضلاّل كفّار ، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت الاَئمة عليهم السلام عليهم بالاكفار والخروج عن الاِسلام) (1).
وقال الشيخ المظفر رضي الله عنه : (لا نعتقد في أئمتنا عليهم السلام ما يعتقده الغلاة والحلوليين ( كَبُرت كَلِمةً تَخرُجُ مِن أفوَاهِهِم ) بل عقيدتنا الخاصة أنّهم بشر مثلنا ، لهم ما لنا ، وعليهم ما علينا ، وإنّما هم عباد مكرمون ، اختصّهم الله تعالى بكرامته ، وحباهم بولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفّة وجميع الاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، لا يدانيهم أحدٌ من البشر فيما اختصوا به .
قال إمامنا الصادق عليه السلام : « ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا ، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا » (2).
وقال الشيخ كاشف الغطاء في معرض حديثه عن الغلاة ومقالاتهم : (أما الشيعة الاِمامية وأئمتهم عليهم السلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم... ويبرأون من تلك المقالات ، ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات ، وليس دينهم إلاّ التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق..) (3).
____________
1) تصحيح الاعتقاد : 131 فصل في الغلو والتفويض .
2) عقائد الاِمامية | الشيخ المظفر : 326 | 28 عقيدتنا في الاَئمة عليهم السلام ، مؤسسة الاِمام علي عليه السلام ـ قم ط1 .
3) أصل الشيعة وأصولها | الشيخ كاشف الغطاء : 173 ـ 177 ، مؤسسة الاِمام علي عليه السلام ـ قم ط1.
===========================
(4)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يبغضنا إلاّ منافق شقي »(1).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يبغضهم إلاّ شقي الجَدّ رديء الولادة »(2).
آثار بغضهم عليهم السلام :
إذا كانت مودة أهل البيت عليهم السلام تضمن للمرء سعادة الدارين ، فإن بغضهم ونصب العداء لهم يوجب الخروج عن الملّة ودخول النار وغضب الجبّار والشقاء الاَبدي كما هو مدلول الاَحاديث الصحيحة الآتية :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله الله النار» (3).
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الاِسلام : الناصب لاَهل بيتي حرباً ، وغالٍ في الدين مارقٌ منه» (4).
3 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى الحسن والحسين عليهما السلام : « من أبغضهما فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله أدخله النار» (5).
____________
1) ذخائر العقبى : 18 . وينابيع المودة 2 : 134 | 381 . والصواعق المحرقة : 230 .
2) الرياض النضرة 2 : 189 . وأرجح المطالب : 309 . ومناقب العشرة : 189 .
3) المستدرك | الحاكم 3 : 162 | 4717 وصححه . والدر المنثور 6 : 7 . والصواعق المحرقة : 143 . والخصائص الكبرى 2 : 266 . وسير أعلام النبلاء 2 : 123 وغيرها .
4) من لا يحضره الفقيه 3 : 258 | 10 كتاب النكاح ، باب ما أحلَّ الله عزّ وجلَّ من النكاح وماحرّم منه .
5) مسند أحمد 2 : 288 . والمستدرك | الحاكم 3 : 166 . وسنن الترمذي 2 : 24 و 307 . والمعجم الكبير : 133 . وكنز العمال 13 : 105 . ومجمع الزوائد 9 : 181 . وذخائر العقبى : 123 . وتاريخ بغداد 1 : 141 .
===========================
يتبـــــــــــــــــع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق